قضية ابيي

11 مارس

لابد من تضافر الجهود من كل ابناء المسيرية لعكس هذه القضيه المصيريه للعالم ؛ واستقلال كل الوسائل الاعلاميه المتاحه
الادارة

نقلاً عن الاخ /
‎Ambdi Hamdouk‎

شمال ابيي: هجير الشمس في راكوبة و سماء بغازات النفط معطوبة!!
تعتبر المنطقة الغربية لولاية جنوب كردفان من أكثر المناطق التي تعيش تراجيديا الإهمال و أصبح مواطنو الجزء الجنوبي منها خارج حسابات التاريخ الراهن حيث يعيشون في العصر الحجري أو يكادون ، فنظرة بسيطة على الأحوال هناك تبين مدى الإهمال و المعاناة التي يعيشها هؤلاء المواطنون ، و الغرابة أنهم يقطنون في وسط حقول البترول تضئ سماواتهم نيران مشاعل الغاز المنبعث من الآبار و تجري من من تحت اقدامهم شرايين النفط التي تعمر مدن لا تعرف عن النفط سوى النعمة التي يكتوي هؤلاء بنغمتها التي تتمثل في السرطانات و الإجهاض المبكر و تشوهات الولادة و كل ما يمت لآثار البترول السالبة من معاناة و ليس بينها من الآثار الإيجابية شئ مطلقاً ، كل هذا و إنسان هذه المنطقة مُدخر كدرع لمواجهة الموت و الخراب و سنوياً تحصد معارك الحكومة و الجيش الشعبي مئات من شبابه و ترمل المئات من نسائه و تؤتم الآلاف من أبنائه و بناته و ليس هناك من شئ يعوض فقد الأب و الراعي من الدولة التي يفترض ان تكون مسئولة عن رعاياها ، حتى ما يعرف بمنظمات الشهيد لا وجود لها ولا بواكي لهؤلاء الشهداء و ما تركوه من عوائل خلفهم و لا معين سوى رب العباد .
تخيلوا اكثر من أربعين ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي عرفت بشمال أبيي و حول حقل دفرا للبترول و يبعد أبعد هذه المناطق ثلاثون كيلومتراً عن هذا الحقل و لا يتمتعون بابسط حق من حقوقهم في الخدمات و ليس التنمية ، فمنطقة مكينيس التي أطلق عليها اهلها ( الموصل) تقع على بعد ست إلى سبع كيلومترات للشرق من مقر شركة النيل الكبرى للبترول و سكانها قد تم ترحيلهم من قريتهم السابقة التي أصبحت حقلاً بترولياً يغذي خزينة الدولة يومياً بمليارات الجنيهات موعودين بإنشاء قرية نموذجية لهم في المنطقة التي هُجروا إليها منذ عقد و نيف من السنين و لم تف الشركة بشئ من وعودها حتى كتابة هذه السطور ، هُجر الناس من مساكنهم و لم ينالوا شيئاً سوى الوعود ، فتخيلوا كيف يكون حال المناصير إن كانوا في حقل دفرا و هُجروا و لم يعوضوا شيئاً؟! و لكن لأن هؤلاء ليس بيد أحد من أبنائهم قلماً ليكتب لهم شيئاً بل لديهم تجار حروب و موت يأتونهم حين تدلهم الليالي .
في منطقة مكينس هذي توجد مدرسة أساس وحيدة قوام تلاميذها (305) تلميذاً و تلميذة و هؤلاء يعانون الأمرين في كل شئ ، فعدد معلمي هذه المدرسة الأساسيين ثلاثة معلمين فقط مقسومين على ثمان فصول دراسية تخيلوا كيف يؤدي هؤلاء مهمتهم التعليمية ؟ و ذلك في ظل نقص في كل شئ يحتاجونه من السبورة إلى الكراس أم الكتاب فحدث و لا حرج و لكن تخيلوا أن هذه المدرسة لولا منحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لما وجدت في الحياة ، فبرنامج الأمم المتحدة قد قام ببناء أربعة فصول دراسية و مكتب للمعلمين ، بينما يجلس تلاميذ و تلميذات اربعة فصول في العراء يستظلون بعريشة من القش ( راكوبة) لا شئ في جنباتها مما يجعلهم يعانون من البرد في الشتاء و الحر في الصيف و زخات المطر في فصل الأمطار و التي تهطل بغزارة في تلك المناطق ، و كل ذلك يتم بدعم ذاتي من المواطنين حتى مرتبات المعلمين المتطوعين من أبناء المنطقة و الذين يبلغ عددهم خمس معلم و معلمة لم تنظر الدولة في جانب تعيينهم على الرغم من تسليمهم لملفاتهم لأكثر من ثلاثة أشهر كاملة و الآن يمارسون عملهم تطوعاً لخدمة أهلهم ، و هذه المدرسة في العراء بلا سور و لا دورات مياة . أما الجانب الصحي فذلك الماساة الكبرى ففي هذه المنطقة قامت شركة النيل الكبرى للبترول ببناء مركزاً صحياً ضمن برنامج تنمية المجتمع حسب ما تشير إليه لافتة كبيرة وضعت عليه ، و لكن هذا المركز عبارة عن مبنى بلا أية مقومات و الآن اصبح سكناً لإحدى شركات الطرق العاملة في صيانة طرق خدمات البترول ، فكيف يكون هناك مركز صحي بلا كادر طبي و بلا أدوية ؟! و ما هو مفهوم التنمية في تعريف شركة النيل الكبرى للبترول؟! هل بناء حائط و وضع لافتة عليه يعتبر تنمية؟! و كم من الأموال سجلت في دفاتر الشركة كمصروفات تنمية صرفت في هذه المنطقة؟
ما ينطبق على مكينيس ينطبق على مناطق الدائري الجنوبي ، العازة ،الرضايا و أم خير التي حظيت بمبانى شبيهة كمراكز صحية و لا شئ آخر أما مناطق العسكر و أم كناشل و قولي و أم خرائط فلم تحظى بشئ مطلقاً ، و مأساة هذا المواطن انه خارج حسابات الزمن و خارج منظومة الدولة عندما يتعلق الأمر بالخدمات و الحقوق و لكنهم في مقدمة الركب عندما يتعلق الأمر بالواجبات تجاه الدولة فهم يدفعون الضرائب و الزكاة و الجبايات و الإيصالات التي لا حصر لها فسيارات المحلية تجوب قراهم و فرقانهم لجمع الأموال و لا شئ ينالهم مما ما يدفعون و قد دفعوا الغالي من ارواحهم و أعضائهم و دمائهم و فلذات أكبادهم دفاعاً عن هذا التراب .
هناك بعض المباني الأسمنتية التي بدء تشييدها في موسم الإنتخابات في كل قولي و أم خير و الدائري و أم خير كمدارس و بعد إنتهاء حمى الإنتخابات إنتهى العمل فيها و غادرها البنائون و المشرفون فبعضها وصل حد السقف كمدرسة قولي و أم خير و بعضها ما زال في مستوى الشبابيك كالدائري الجنوبي و الرضايا و ترك الأسمنت و بقايا الطوب في العراء ، فلا يعلم المواطنون إلى منْ يلجأون و منْ يسالون؟ و نحن بدورنا نسأل الآن منْ هو المسئول عن هذه المشاريع ؟ و لماذا توقف العمل فيها؟ نرجو أن تقوم الجهة المنفذة بإكمال ما بدأته فهو شئ إيجابي في المنطقة بغض النظر عن الدوافع التي دفعتها لذلك و إن كان الهدف هو الفوز بالإنتخابات فماذا عن الإنتخابات القادمة ؟ ! نتمنى أن نجد الإجابة و إلتفات الدولة لرعايا يعانون الويلات و يرون باعينهم النفط يجري من تحت أقدامهم و ينشر تنميته و عمارته في الافق البعيد و يملأ جيوب أمثالهم مالاً و نعمة و بهجة.

.

رد واحد to “قضية ابيي”

  1. عثمان الامين 25 فيفري 2012 في 9:57 ص #

    يسعدنى ان اجد من يهتم بمدينتنا المجلد وقبيله المسيريه العريغه ؛ وهذا دليل على رُقى صاحب الموقع والفكره العبقرية
    وفقك الله فى مسعاك ، فنحن فى امس الحاجه لامثالك من عباقرة المنطقه الحادبين على امرها
    الف تحيه واحترام …
    عثمان الامين

التعليقات مغلقة.